صينيون يتعرضون لـ”التعذيب” بسبب إجراءات الإغلاق.

عمان1:ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء 25 أغسطس/آب 2020، أن سكان عاصمة إقليم تشينغ يانغ يُجبَرون على تناول عقار صيني تقليدي، وتُقيَّد أيديهم في المباني ويُؤمرون بالبقاء داخلها لأسابيع في إطار مجموعة من التدابير القاسية للتصدي لفيروس كورونا، وذلك وفقاً لمنشورات على شبكة الإنترنت.
كانت أورومتشي، عاصمة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ويشتهر بخضوعه لتدابير أمنية صارمة، في وضع أشبه بـ"حالة حرب" بسبب الإغلاق الذي تعرضت له على مدى أكثر من شهر بعد ظهور عدد من الإصابات، في شهر يوليو/تموز 2020، عندما اقترب التفشي من الاحتواء في مناطق أخرى بالصين.
شكاوى من التدابير الشديدة: يذكر أنه منذ يوم الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، اجتاح مستخدمو الإنترنت منصات التواصل الاجتماعي بشكاوى حول التدابير شديدة القسوة والحجر الصحي المستمر لمدة طويلة داخل المنازل أو في مواقع محددة، حتى في ظل تراجع أعداد الإصابات. إذ إن المدينة، التي وثقت أكثر من 531 إصابة بحلول منتصف شهر أغسطس/آب 2020، لم تبلغ عن أي إصابات جديدة خلال 8 أيام متتالية.
حيث اشتكى مستخدمو الإنترنت من أنهم قُيدوا بالمباني عن طريق السلاسل، عندما حاولوا مغادرة منازلهم. وقال أحدهم إنهم مكثوا في مركز حجر صحي لشهرين، وُطلب منهم تناول عقار "ليانهوا تشينغوين"، وهو عبارة عن وصفة أعشاب صينية رُوج لها على أنها علاج لمرض كوفيد-19. وأخبر قريبٌ لإحدى العائلات في أورومتشي صحيفة The Guardian بأن عائلته كانت تُعطى العقار يومياً لكنها لم تُجبر على تناوله.

كذلك يُزعم أن الفيديوهات التي نشرها مستخدمو الإنترنت أظهرت السكان يصرخون من نوافذ شققهم بسبب الإحباط. لم يكن من الممكن التحقق من الفيديوهات، غير أن إشعاراً نُشر على الإنترنت من مجمع سكني حذر أن جميع من شاركوا في فعالية "الصراخ" في 23 أغسطس/آب 2020، قد ارتكبوا "عملاً غير مشروع".
إذ جاء في الإشعار: "يجب على السكان تقوية إحساسهم بالمسؤولية المجتمعية لمنع استخدامهم من ذوي النوايا الشريرة، ومنع انقيادهم وراء الإرشاد الخاطئ للرأي العام". وقالت منشورات أخرى إن السكان تلقوا تحذيرات بأن كل شيء بدءاً من تصنيف الائتمان الاجتماعي ووصولاً إلى دخول أبنائهم المدارس، قد يتأثر.
كذلك فمن المعروف في تشينغ يانغ، التي سُلط الضوء عليها بسبب الاعتقالات الجماعية والرقابة المفروضة على الأقليات المسلمة مثل الإيغور، أن المسؤولين هناك معتادون على إدارة المعلومات. نشر مستخدمو الإنترنت كذلك إشعارات من مجمعاتهم السكنية تأمر جميع السكان بالتوقف عن استخدام حساباتهم في موقع Weibo أو حذفها؛ بسبب "نشر المعلومات السيئة". وبدا أن وسماً مرتبطاً بتشينغ يانغ وأورومتشي قد حُذف خلال عطلة نهاية الأسبوع، وزعم بعض المستخدمين أنهم تلقوا أوامر بنشر رسائل إيجابية حول استجابة المدينة لمرض كوفيد-19.

قمع صوت الشعب: ومع ذلك، رُفعت الصور والمنشورات على موقع Douban، وهو منتدى تدوين آخر، وكذلك رُفعت على موقع تويتر. حيث كتب أحد المستخدمين منشوراً على موقع Weibo حُذف لاحقاً: "عندما تصل الأمور إلى مرحلة محددة، لن يكون من الممكن قمع صوت الشعب. إذا حُظر في مكان فسوف ينتقل إلى مكان آخر. وإذا حذف هناك فسوف ينتقل مرة أخرى وسوف يُعثر على طرق جديدة. الذاكرة الجماعية لا يمكن حذفها".
في المقابل، حاولت وسائل إعلام حكومية رسم صورة أكثر إيجابية، وأفادت بأن بعض المجمعات السكنية في المدينة بدأت في السماح لسكانها بمغادرة منازلهم لأداء "الأنشطة الخارجية". وقيل إن المسؤولين في أورومتشي نشروا أرقام هواتفهم كي "يسمعوا قلق السكان ويساعدوهم في حل مشكلاتهم".
في حين ذكرت صحيفة Global Times الحكومية، أنه على عكس ما حدث في بكين وشنغهاي، اتُّخذت التدابير الصارمة في أورومتشي نتيجة "العادات الاجتماعية في تشينغ يانغ، حيث يستمتع الأشخاص بالخروج ويحبون التجمع معاً".

زر الذهاب إلى الأعلى