بعد الإبراهيمي.. الاحتلال يمنع ترميم قبة الصخرة والمصلى المرواني

عمان 1 : منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأحد، استكمال أعمال ترميم الرخام والدعامات الداخلية في مسجد قبة الصخرة والمصلى المرواني في ساحات الحرم القدسي الشريف، وهددت باعتقال العمال في حال أقدموا على تنفيذ الأعمال.
وقال مدير لجنة الإعمار في الأقصى بسام الحلاق، إن شرطة الاحتلال اقتحمت مصلى قبة الصخرة، ومنعت العاملين من استكمال أعمال الترميم، وهددتهم بالإبعاد وبالاعتقال في حال الاستمرار بالعمل.
وأضاف الحلاق أن قوات الاحتلال منعت، السبت، لجنة الأعمار في الأقصى، من تنفيذ أعمال صيانة وترميم في المصلى المرواني.
وتمنع سلطات الاحتلال إدخال الأدوات اللازمة لإصلاح إنارة قبة الصخرة، كما منعت منذ فترة مشروعا أردنيا للإنارة الخارجية للقبة.
ويأتي ذلك، فيما تواصلت اقتحامات مجموعات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الجروم وبعضهم قبل بتأدية شعائر تلموديه قبالة قبة الصخرة ومصلى باب الرحمة تحت حماية شرطة الاحتلال.
وسبق ذلك بأيام، أن منعت قوات الاحتلال، لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم والصيانة في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل. وأفاد مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة، بأن قوات الاحتلال منعت موظفي لجنة الإعمار، من استكمال أعمال الترميم فيه.
وأشار إلى أن أعمال الصيانة تنفذها لجنة الإعمار، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وأن هذا الإجراء يأتي في إطار محاولات الاحتلال المستمرة للاستيلاء على الحرم.
واعتبر مدير لجنة الاعمار عماد حمدان، أن ما تقوم به قوات الاحتلال، يأتي ضمن سياستها الممنهجة لتهويد الحرم، من خلال منع المواطنين وطواقم العمل من الوصول إليه. وكانت قوات الاحتلال، أغلقت في السابع من هذا الشهر الجاري الحرم أمام المصلين والزوار، لمدة 10 أيام، ومنعتهم من الدخول إلى أي جزء منه.
وتخطط جمعية عطيرات كوهانيم الاستيطانية الإسرائيلية لتحويل قصر المفتي الحاج أمين الحسيني في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة إلى كنيس، ومضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية في محيط القصر من 28 إلى 56 وحدة استيطانية.
وقبل عشر سنوات هدمت الجمعية الاستيطانية فندق «شبرد» في باحة قصر المفتي وأقامت منذ ذلك الحين 28 وحدة استيطانية على أنقاضه لم يتم نقل مستوطنين إليها حتى الآن. ولكن الجمعية الاستيطانية أبقت قصر المفتي، الذي اقيم سنة 1929، مهجوراً حتى الآن.
ونقلت صحيفة «جروزاليم بوست» الإسرائيلية عن دانيال لوريا، المتحدث باسم عطيرات كوهانيم، إن الجمعية الاستيطانية تنوي تحويل القصر البالغة مساحته 500 متر مربع إلى كنيس يهودي. ولم تتمكن الجمعية الاستيطانية من هدمه بسبب قدمه، وقال لوريا «هناك عدالة شعرية جميلة عندما ترى منزل الحاج أمين الحسيني ينهار». وأشار لوريا إلى انه منذ هدم فندق «شبرد» فإنه تمت إقامة 28 وحدة استيطانية على انقاضه جاهزة للسكن، ولكن لم يتم نقل مستوطنين اليها.
وقال «السبب في عدم اكتمال الحي الجديد، وفي الواقع لم يتم تسويقه في السنوات العشر التي انقضت منذ بدء الهدم والبناء، هو أن المطورين تقدموا بطلب لإعادة تقسيم الموقع الذي تبلغ مساحته 5.2 دونم لمضاعفة عدد الوحدات إلى 56». وذكر أن المخطط الأصلي للمنطقة كان يهدف لإقامة 70 وحدة استيطانية.
وقال في إشارة إلى قصر المفتي الحاج أمين الحسيني «سيتم الحفاظ على المنزل التاريخي الواقع في قلب الموقع وإعادة استخدامه لتلبية الاحتياجات المجتمعية، بما في ذلك كنيس وربما مركز رعاية نهارية».
واستشهد عامل فلسطيني في الأربعينيات من عمره فجر أمس الأحد، متأثرا بالغاز المدمع الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي صوب مجموعات من العمال الذين حاولوا الدخول إلى فلسطين 48 للعمل وتوفير لقمة العيش لعائلاتهم، عبر فتحة فرعون بالقرب من طولكرم.
وأعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد العامل فؤاد سبتي جودة (48 عاما) من بلدة عراق التاية قضاء نابلس، بعد استهداف جنود الاحتلال عددا من العمال بالغاز المسيل للدموع بالقرب من فتحه فرعون قرب طولكرم، الأمر الذي أدى لاستشهاد العامل بسكته قلبية نتيجة اختناقه.
وقال جبر جودة شقيق الشهيد إن شقيقه متزوج ولديه ولدان ويعمل في مجال نقل العفش والأثاث داخل الخط الأخضر، وقد انتهى تصريح العمل الخاص به منذ عدة أيام، وقد حاول العبور عبر فتحة فرعون للعمل وتوفير لقمة العيش لعائلته، إلا أنه فارق الحياة.
وأضاف جودة حتى الآن لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء استشهاده هل هي أزمة قلبية ام اختناق بالغاز، حيث سيتم نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى رفيديا الحكومى بمدينة نابلس. وفي ظل الإغلاق ومنع استصدار تصاريح العمل، يخاطر آلاف من العمال يوميا بحياتهم وهم يجتازون الخط الأخضر عبر فتحات في جدار الفصل العنصري للدخول إلى البلاد للعمل وتوفير لقمة العيش لعائلاتهم. ويتعرض العمال للملاحقة من قبل قوات الاحتلال التي تعتدي عليهم بالضرب، والاعتقال، وتصل في أحيان كثيرة إلى إطلاق النار نحو العمال مما أدى إلى إصابات في صفوفهم، واستشهاد عدد منهم في فترات سابقة.
إلى ذلك، دعا النائب عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني سالم سلامة، أهالي مدن وقرى الضفة المحتلة إلى تشكيل دوريات حماية شعبية؛ لحماية أرواحهم وأراضيهم من اعتداءات المستوطنين. وأكد سلامة في تصريح مكتوب، أمس الأحد، أن تصاعد اعتداءات المستوطنين سيعجل بثورة ضد الإجرام. وقال: «تصاعد جرائم المستوطنين واعتداءاتهم على سيارات المواطنين الفلسطينيين، وتدمير سياراتهم على مفترقات الطرق، سيعجل بثورة ضد هؤلاء المجرمين والمفسدين». ودعا جماهير الشعب الفلسطيني إلى التصدي للمستوطنين، من خلال تشكيل دوريات شعبية لحماية قراهم وبلداتهم من الاعتداءات الإجرامية للمستوطنين.
وأفاد تقرير رسمي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمس الأحد، بأن إسرائيل صادقت على بناء 6719 وحدة استيطانية في عام 2020. وقالت الهيئة في تقريرها السنوي، إن السلطات الإسرائيلية أودعت للمصادقة، مخططات تتضمن 8060 وحدة استيطانية أخرى خلال العام نفسه.
ورصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان هدم إسرائيل 869 مبنى ومنشأة فلسطينية خلال العام 2020 في الضفة الغربية بزيادة 65 % في عمليات الهدم عن العام 2019. وأشارت إلى صدور 817 إخطارًا إسرائيليًا شمل عمليات هدم، ووقف بناء، وإعطاء فرصة إضافية للاعتراض على أوامر الهدم، وتركز 60% من تلك الإخطارات في محافظات الخليل والقدس وبيت لحم. (وكالات)