هل يؤدي لقاح كورونا إلى انجذاب المغناطيس لجسم المتلقي؟

عمان1:بعد تداول ناشطون صورا التصاق مغناطيس على مكان المطعوم ضد فايروس كورونا قال وزير الصحة الأسبق دكتور سعد الخرابشة في تغريدة له ردا على الصور المتداولة :
"‏يتم تداول فيديو لسيدة تدعي بأنها تقوم بإلصاق مغناطيس على ذراعها في موضع حقن أحد أنواع المطاعيم لتوحي للناس بوجود مؤامرة لحقن الناس بشريحة تسهّل تتبعهم.
وأضاف الخرابشة في تغربدته: ‏تفاعلات مغناطيسية لا أساس له من الصحة.
وتُظهر منشورات يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مغناطيسا ينجذب إلى أجساد أشخاص، يقولون إنهم تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″، فما صحة هذه المزاعم؟.
ووفقا لهذه الفيديوهات، فإن "انجذاب المغناطيس إلى جسم متلقي اللقاح المزعوم هو ناتج عن مواد في لقاح كورونا دخلت الجسم مع حقن التطعيم"، أو نتيجة "رقاقة إلكترونية مايكروية" (microchip) يتم حقنها مع اللقاح في الجسم.
كيف رد العلماء؟
وصف البروفيسور مايكل كوي من كلية الفيزياء في "ترينيتي كوليج دبلن" (Trinity College Dublin) -في تصريح لوكالة "رويترز" (Reuters)- الادعاءات بأنها "هراء كامل"، حيث جورد في حديثه لرويترز عبر البريد الإلكتروني؛ بأنك ستحتاج إلى غرام واحد من معدن الحديد لجذب ودعم مغناطيس دائم في جانب الحقن، شيء "تشعر به بسهولة" إذا كان موجودا.
وأضاف "بالمناسبة، تم حقن زوجتي بجرعتها الثانية من لقاح "فايزر" (Pfizer) اليوم، وقد حُقنت بها منذ أكثر من أسبوعين. لقد تحققت من أن المغناطيس لا ينجذب إلى أذرعنا!".
ووفقا لـ"أسوشيتد برس" (Associated Press) لا تحتوي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المصرح باستخدامها في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة على أي ألمنيوم. ولا يحتوي لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca) أو "سبوتنيك-في" (Sputnik-V) على ألمنيوم.
رقائق دقيقة
وأضاف فيشيرا أنه ليس هناك ما يدعم الادعاء الكاذب بأن اللقاحات تحتوي على "رقائق دقيقة"، أو مكونات من شأنها أن تؤدي إلى مثل هذا التأثير المغناطيسي.
وأكدت ليزا موريسي، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة تولين والتي تدرس اللقاحات، في رسالة بريد إلكتروني لموقع فاكت تشيك، أن المكونات الموجودة في لقاحات "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (mRNA) و"الفيروسات الغدانية" (Adenoviruses) هي ببساطة "دي إن إيه" (DNA) و"آر إن إيه" (RNA)، والدهون، والبروتينات، والأملاح، والسكريات، كل هذه المكونات موجودة في العديد من الأطعمة واللقاحات والأدوية.
وأضافت موريسي "الرقاقة الدقيقة هي بالطبع أسطورة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي". ويشير مصطلح "ميكرو" إلى حجم الشريحة الذي يعادل "ميكرون" (micrometres) في الحجم؛ أي "جزء من مليون من المتر" (1×10⁻⁶ metre). في حين أن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال والفيروسات الغدانية عبارة عن جسيمات نانوية (Nanometre)؛ مما يعني مقاسات نانومترية، أي "جزء من مليار من المتر" (1×10⁻9 metre)، وبالتالي فإن اللقاحات أصغر بمقدار ألف مرة من الرقاقة الدقيقة، ولا يمكن إدخال الشريحة الدقيقة في اللقاح.
وقال توماس هوب، الباحث في مجال اللقاحات في جامعة نورث وسترن، لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يوجد شيء يمكن للمغناطيس أن يتفاعل معه. إنها البروتينات والدهون والأملاح والماء والمواد الكيميائية، التي تحافظ على الرقم الهيدروجيني؛ لذلك هذا غير ممكن".
هل يمكن أن يتفاعل المغناطيس مع جسم الإنسان؟
الجواب نعم، إذ نقلت رويترز عن مكتب الصحة بميدن أن البشر جميعا بشكل طبيعي "مغناطيسيون قليلا"؛ لأنهم يحتوون على كميات ضئيلة من الحديد. ومع ذلك، فإن الجمع بين الحديد والماء في الجسم قد يؤدي لصد "تنافر" (repels) المغناطيس بشكل طفيف للغاية، وهذه الوظيفة هي أساس فحوصات "التصوير بالرنين المغناطيسي" (MRI) التي تسمح للأطباء بتقييم أعضاء الجسم في المستشفى.
مع ذلك، وفي الخلاصة، زعمُ أن لقاحات كورونا تحتوي على مواد مغناطيسية أو رقائق دقيقة أو حديد تؤدي لجذب المغناطيس؛ هو كذب.

زر الذهاب إلى الأعلى