الضفة الغربية تغلي بالمواجهات.. وحرب الزيتون مستمرة

عمان1:شهدت مدن وبلدات في الضفة الغربية السبت، توتراً واسعاً ومواجهات متفرقة بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية.
ويهدف عنف المستوطنين إلى جعل الزراعة الفلسطينية غير مستدامة، ودفع السكان الفلسطينيين إلى النزوح، ضمن الأهداف الكبرى للاحتلال بضم مزيد من أجزاء الضفة الغربية
فقد استمرت المواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس، واقتحمت القوات الإسرائيلية قرى دير جرير والمغير شمال شرق رام الله، وقريوت جنوب المدينة.
كما نفّذت قوة إسرائيلية اقتحاماً لمدينة طوباس انسحبت بعده باتجاه بلدات في محيط جنين، حيث انتشرت آليات عسكرية في بلدات اليامون ودير أبو ضعيف وأم التوت والطيبة وجلبون، إضافة إلى اقتحام قرية رابا جنوب شرق جنين.
وفي الخليل، هاجم مستوطنون الأهالي في منطقة واد سعير شمال المدينة.
كذلك قال شهود إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا مجموعة من القرويين الفلسطينيين والنشطاء والصحفيين السبت، خلال تجمعهم لمحاولة قطف الزيتون قرب موقع استيطاني في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل.
وأصيبت صحفية في وكالة "رويترز" ومستشار أمني يرافقها ضمن آخرين في الهجوم الذي شنه رجال يحملون العصي والهراوات ويرشقون حجارة كبيرة في منطقة قريبة من قرية بيتا الفلسطينية.

حرب من نوع آخر
يذكر أن أهالي الضفة الغربية يعيشون حرباً من نوع آخر، تشنها إسرائيل ضد أشجار الزيتون، التي تعتبر مصدر رزق آلاف الفلسطينيين، حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، قراراً عسكرياً يقضي باقتلاع آلاف الأشجار من أراضي قريتين غرب رام الله.
ونص القرار على إزالة واقتلاع الأشجار من مناطق (الوجه الغربي وجبل الريسن في راس كركر، والعوريد في كفر نعمة) "لأغراض عسكرية"، فيما بلغت مساحة الأرض المستهدفة نحو 15 دونماً، وفق ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ويهاجم مستوطنون إسرائيليون -تحت أعين قوات الاحتلال وشرطته- قرى وبلدات فلسطينية، وتزداد وتيرة هذه الاعتداءات مع موسم جني الزيتون.
وتأتي في طليعة هذه المنظمات منظمة "فتيان التلال" التي ظهرت بعد الانتفاضة الثانية عام 2001، ومنها تولدت جماعة "فتيات التلال" بداية من العام 2005.
وترتكز فلسفة هذه المنظمة على احتلال تلال مطلة على قرى الفلسطينيين ومزارعهم، ثم تتوسع تدريجيا لتتحول إلى بؤرة استيطانية غير قانونية
وارتكبت هذه المنظمة عمليات قتل وحرق منازل وتخريب ممتلكات، وصدرت بحقها عقوبات أميركية وأخرى أوروبية خلال العام الماضي.
ويوم الجمعة، قالت الأمم المتحدة إن مستوطنين إسرائيليين نفذوا 264 اعتداء ضد فلسطينيي الضفة الغربية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو أعلى حصيلة شهرية منذ نحو 20 عاما.
وكانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، عام 1967، في خطوة اعتُبرت انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وترفض الانسحاب منها وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مشروع "E1" الاستيطاني يهدد التواصل الجغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أحصى تعرّض 27 قرية في الضفة لهجمات مرتبطة بموسم قطاف الزيتون خلال الأسبوع الممتد من السابع إلى 13 أكتوبر الماضي وحده.
كما ندد مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيت سانغاي بـ"هجمات خطيرة" على المزارعين الفلسطينيين في الضفة، معربا عن أسفه لـ"مستويات خطيرة من إفلات مرتكبيها من العقاب".
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ويعيش فيها حاليا نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في المستوطنات التي تعتبرها الأمم المتحدة وأغلب المجتمع الدولي غير قانونية.

زر الذهاب إلى الأعلى