مؤامرة تزييف وتهويد جبل (نيبو) في مادبا

عمان1:صورة حزينة لطالبات يقفن شاخصات أثناء رحلة مدرسية أمام نصب النخشتان اليهودي المزروع عنوة و تحدياً للمشاعر على جبل نبا (نيبو) في مأدبا و كأنه الامعان في تهويد المكان حتى بدا غريباً لا ينتمي الى هذه الأرض ..!!
ترى مالذي كان يقال و يشرح لهن في تلك الوقفة الحزينة المذلة أمام النخشتان ؟ مالذي نتركه من انطباع في المخيلة الصغيرة الغضة لهذا الجيل ؟ هل نعمل دون وعي و على غير هدى على تطويع وجدانه أمام مشاريع التهويد القديمة الجديدة في المنطقة والتي انطلقت شرارتها قبل مئتي عام و استعرت نارها بتأسيس صندوف اسكتشاف فلسطين عام 1860 الذي زيف  وزور تاريخ المنطقة و آثارها لصالح ما يسمى الحق التاريخي الكاذب المكذوب بوطن قومي لليهود فكانت ثمرته وعد بلفور الذي أودى بفلسطين ولا يزال المستفيدون منه ينظرون الى الأردن كجزء لا يتجزأ من ذلك الوطن المزعوم المكذوب ؟ لمَ لا و نحن نروج في العالم أجمع أن مكاور يهودية و جبل نبا  والمخيط و غيرها من الآثار جميعها يهودية ؟ . 
كان هنالك صليب حجري يمثل شريحة من أبناء الوطن و ينتمي لهم قام الفرنسيسكان بازالته عام 1982 و زرعوا مكانه هذا النخشتان اليهودي القبيح الذي لا ينتمي لا الى الأرض ولا أهلها ..!!! فما الذي دعاهم الى ذلك ؟ أهو الإمعان بطبع المكان بصبغة توراتية يهودية ؟!
و إذا ما علمنا أن هذا النخشتان اليهودي منصوب على قمة أعلى نقطة تطل مباشرة على فلسطين المحتلة فأي استهتار و تجريح للمشاعر هذا ..؟!! 
ما هو النخشتان ؟؟
النخشتان و باختصار شديد كلمة عبرية مأخوذة من "نخاش" التي تعني أفعى بالعبرية و قصته كما في سفر العدد في التوراة أن اليهود خلال مسيرهم مع النبي موسى بدأو بالتذمر فأثاروا غضب الرب يهوه و أرسل اليهم الأفاعي السامة تلدغهم فندموا و طلبوا من النبي موسى أن يفعل شيئاً فأمره الرب يهوه بصنع أفعى من النحاس و رفعها على سارية (حرف T) فمن تلدغه أفعى ينظر الى تلك الحية النحاسية "النخشتان" فيبرأ  وبعد قرون أصبح اليهود يميلون إلى عبادة النخشتان و يقدمون لها القرابين إلى أن جاء "حزقيا" فكسر النخشتان و سحق الحية النحاسية كما ورد في سفر الملوك الثاني . و في التقليد المسيحي و كما في إنجيل يوحنا يرون في الأمر رمزية الى حادثة الصلب فلدغة الأفاعي هي الخطيئة و يسوع المسيح هو الشفاء من نظر اليه يبرأ من خطاياه. لذا يجب عدم الخلط بينه و بين عصا موسى التي تحولت إلى أفعى أمام فرعون فتلك قصة أخرى مستقلة . 
اذاً النخشتان منتهي في اليهوديه حيث سحقها حزقيا  ومنتهي في المسيحية اذ السيد يسوع في التقليد المسيحي هو الشفاء لذلك لا نعرف مالذي دعى جماعة الفرنسسكان الإيطالية المسيطرة على جبل نبا (نيبو) إلى تشييد ذلك النصب الضخم للنخشتان الذي يضفي على المكان روحاً يهودية غريبة  وزائفة ..!!
يا أهل مأدبا الكرام إذا عجزتم عن تنظيم وثيقة تطالب الجهات الرسمية بإزالة النخشتان اليهودي من جبل نبا فعلموا أبناءكم و بناتكم ما هو آت لتحصنوهم ضد التهويد الناعم  وذلك أضعف الايمان : 
1- إن الإسم العربي النبطي للمنطقة هو نبا غيره الفرنسيسكان الطليان إلى الإسم العبري "نيبو" و أن "نبا" اسم عربي خالص يعني المكان المرتفع (النابي) على انحدار بغير استواء . 
2- إن منطقة نبا و المخيط كانت حاضرة نبطية تعج بالحياة كيف لا و مأدبا كما وصفها المؤرخ البيزنطي استيفانوس في القرن السادس بأنها مدينة الانباط , نعم فمأدبا و معها ذيبان كانت واحدة من أهم المدن النبطية في المنطقة بعد البتراء و عمان والسويداء و بصرى الشام  وغوطة دمشق و مدائن صالح  والنقب و البقاع اللبناني .
3- كان هنالك معبد نبطي هام على قمة جبل نبا (نيبو) حوله البيزنطيون في القرن السادس إلى دير في الحملة الشهيرة التي أطلقها الإمبراطور البيزنطي جاستنيان الأول منتصف القرن السادس والتي قضت بتحويل كافة المعابد "الوثنية" الى أديرة و كنائس في بلاد الشام والأناضول و شمال افريقيا وإيطاليا ووسط أوروبا و نذكر من المعابد النبطية التي تحولت في الأردن على سبيل المثال لا الحصر نبا و مكاور و أم الرصاص و أم الجمال و وادي السير وجبل  القلعة في عمان و تل مأدبا والطفيلة  وعجلون .. الخ . 
4 - علموهم أن أول من حطت قدماه في نبا (نيبو) و المخيط من بعثات الآثار المتصهينه كان الحاخام اليهودي نيلسون جلوك عام 1930 و هو من اختلق قصة نيبو و أثار حكاية النبي موسى فيها من جديد ليمرر مشروعه التهويدي الخبيث تبعه بعدها بعام واحد فقط جماعة الفرنسيسكان الايطالية التي اشترت و تملكت المنطقة باستثناء خاص من الحكومة عام 1933 , و الحاخام اليهودي نيلسون أقام في الأردن تلاثين سنة برداء عالم آثار استطاع خلالها بث سموم التهويد و التزييف و طمس التاريخ و الآثار النبطية و أصدر الكتب والدراسات  والتي أصبحت مرجعاً نعتمده اليوم لمعرفة تاريخ آثارنا و يا له من عار . 
5- إن عيون موسى إسم يطلقه الناس في أرجاء الوطن العربي على كثير من عيون الماء في الأردن و فلسطين و مصر والسعودية  .. الخ فلا يخدعنكم الإسم فالنبي موسى لم يمر من هناك و الحكاية وما فيها معبد نبطي تحول إلى دير بيزنطي . 
6 - إن القرآن الكريم و نبينا محمد على الصلاة و السلام وصحابته  و التابعين جميعهم لم يتحدثوا عن جغرافيا الأنبياء ومسيرهم  و قبورهم ولم يطلبوا منا البحث عنها بل نقلوا لنا قصصهم للعبرة و سبل الهداية كما أن يسوع المسيح عليه السلام قال أن مملكته في السماء لا على الأرض و لم يطلب من أتباعه البحث و الحفر عن قبور الأنبياء كما لم يطلب منهم الحج إلى مكاور .. !! 
فاعتبروا يا أولي الألباب و لا تجعلوا من أبنائكم و بناتكم لقمة سائغة أمام مشاريع التهويد الناعم التي ينتظر أصحابها الفرصة المناسبة للإستيطان في البلاد كما فعلوا في فلسطين وتحت  نفس المزاعم التهويدية التي تتحدث عن ما تسمى أرض الأجداد الكاذبة المكذوبة علموهم ما يدافعون به عن تاريخهم و بلادهم .

زر الذهاب إلى الأعلى