كيف يمكن لشخص أن ينام بلا فراش؟.. مشهد صادم يهز الرأي العام السوري

عمان1:لاقى مقطع فيديو نشرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ترحيبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما وثّق لحظة قيام الوزيرة هند قبوات بإغلاق مركز "الكسوة" لتأهيل وتشغيل المتسولين، إثر زيارة مفاجئة كشفت حجم الإهمال وسوء النظافة وتردي الخدمات المقدمة للنزلاء.
وظهرت الوزيرة في الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع، وهي غاضبة من المشاهد التي رأتها، من بينها وجود نزيل لا يملك حتى فرشة ينام عليها، إذ خاطبت القائمين على المركز مستنكرة: "كيف يمكن لشخص أن يجلس بهذه الطريقة دون فرشة؟".
ثم تابعت جولتها بين غرف المركز وتحدثت مع عدد من النزلاء، في مشهد اعتبره كثيرون تعبيرا عن موقف إنساني يلامس وجع المهمشين.
إشادة واسعة وتحفظات على قرار الإغلاق
أثنى عدد كبير من النشطاء على تصرّف الوزيرة، معتبرين قرارها خطوة شجاعة تؤكد أن الوزير ينبغي أن يكون خادما للشعب، وكتب أحدهم: "بوركت جهودكِ.. لما بيكون ضمير الإنسان صاحيا بأي مركز كان، البلد بيعمر".
في المقابل، رأى مغردون أن إغلاق المركز ليس حلا جذريا للمشكلة، مشيرين إلى أن الأجدى كان إقالة المدير والطاقم الإداري ومحاسبتهم على الإهمال حتى يكونوا عبرة لبقية الدوائر الحكومية.
تشبيه المركز بالمعتقلات وانتقادات لإدارته
وذهب آخرون إلى تشبيه أوضاع المركز بـ"المعتقلات"، معتبرين أن إدارته أقرب إلى مديري السجون منها إلى مؤسسة إنسانية تُعنى بضحايا الفقر والظروف القاسية.
كما كشف بعض المعلقين أن هذه الانتهاكات ليست وليدة اللحظة، إذ كتب أحد المدونين: "للأسف زرته منذ أكثر من 4 سنوات وقدمت تقريرا كاملا عن الوضع المأساوي، من حمامات بلا أبواب إلى شبابيك مكسرة وطعام يسبب التلبك المعوي، ولا شيء تغيّر حتى الآن".
بينما رأى آخرون أن على الحكومة أن تدرك أن مؤسسات الدولة قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول كانت بؤرا للفساد والمحسوبيات، وأن إغلاق المراكز لا يكفي لمعالجة المشكلة.
دعوات لمزيد من الرقابة والإصلاح
وتمنى بعضهم أن تشهد بقية المؤسسات الحكومية زيارات مفاجئة مماثلة، مؤكدين أن هذه المراكز تحتاج إلى إعادة تأهيل الكوادر وتوفير الدعم المناسب، وليس فقط إغلاق الأبواب.
وكتب أحدهم: "فساد من المسؤولين عن المركز.. يجب المحاسبة الفورية".
في حين أشار آخرون إلى أن هذه المراكز كانت في الماضي "معتقلات أمنية للقمع"، وأن كثيرا من القائمين عليها لا يزالون يتصرفون بذهنية "الجلادين".
موقف إنساني ورسالة إصلاحية
في المقابل، اعتبر كثيرون أن موقف الوزيرة يعكس إرادة إصلاح حقيقية وضميرا حيا. وكتب ناشط: "شكرا لمعاليكِ، لأنكِ أكدتِ بالفعل أن كرامة الإنسان فوق أي اعتبارات، وأن المسؤولية تبدأ من الاحترام لا من الأرقام".
وأضاف آخر: "المتسولون ليسوا مجرمين، بل ضحايا الفقر وضعف الحال، ومن واجبنا أن نراهم بعيون الرحمة، لا بعين الإدانة".
ورأى مغردون أن هذا المشهد أعاد تسليط الضوء على ملف المراكز الإيوائية في سوريا، وما تحتاجه من رقابة جادة وإصلاح عميق يحفظ كرامة النزلاء ويعيد الاعتبار لدور هذه المؤسسات في خدمة الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
https://www.youtube.com/shorts/EM3N61SPK6I