حملات إلكترونية متواصلة لتسهيل هجرة فلسطينيي غزة

عمان1:كشف موقع «والاه» الإسرائيلي عن نية الاحتلال الحقيقية من وراء عمليات توسيع معبر كرم أبو سالم الواقع جنوبي قطاع غزة.
ووفق حكومة الاحتلال، فإنّ توسيع المعبر يأتي في إطار تجهيزه لفحص المساعدات الإنسانية القادمة من مصر، ودخول الوفود إلى القطاع، ومغادرة المرضى لتلقي العلاج الطبي في الخارج، والتفتيش الجمركي.
غير أن مراسل الموقع الإسرائيلي، أمير بوخبوط، قال إنّ الهدف من توسيع المعبر هو الاستعداد لعملية الهجرة الجماعية الطوعية للفلسطينيين إلى مختلف دول العالم.
وبحسب التقرير الإسرائيلي فقد وثّق المراسل بالصور العمل على توسيع المعبر في جنوب قطاع غزة، على بعد مئات الأمتار من مثلث الحدود: مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
وكما ورد، تم إغلاق معبر رفح في بداية الحرب، ودمر جيش الاحتلال البنية التحتية على جانبه الفلسطيني.
وبناء على ذلك، تم نقل سلسلة المساعدات الإنسانية بأكملها من منطقة «زيكيم» عبر شمال قطاع غزة وعبر معبر كرم أبو سالم بعد إجراء الفحوصات الأمنية.
وأُضيفت على المعبر سقائف لمراقبة الدخول من مصر إلى الأراضي المحتلة، ونقطة عسكرية لتفتيش الأشخاص والأمتعة، ومقر لتنظيم المساعدات الإنسانية. وبدأ المشروع في نيسان 2024، ومن المتوقع اكتماله في غضون ثلاثة أشهر تقريباً.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت أمام أحمد الأغا روابط ممولة تتضمن دعوات للتسجيل للهجرة من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، مرورًا بمطار رامون جنوبي الأراضي المحتلة، إلى دول محددة.
الفضول دفع الأغا إلى النقر على أحد هذه الروابط، فانتقل تلقائيًا إلى تطبيق سهل الاستخدام لا يتطلب إنترنت عالي السرعة، يدعو مستخدميه إلى مغادرة غزة والنجاة بأنفسهم مما وصفه بـ"الجحيم"، والانتقال إلى حياة جديدة.
عند دخول الأغا (36 عامًا)، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، إلى التطبيق، تفاجأ بوجود أيقونة تطلب رقم بطاقته التعريفية (الرقم الوطني)، وبعد إدخاله الرقم، ظهرت له بياناته الشخصية كاملة، إلى جانب عدد أفراد أسرته، وأعمارهم، ومكان سكنهم، ومدى مطابقتهم لمعايير برنامج المغادرة.
لم يكن الأغا الوحيد من سكان قطاع غزة الذين ظهرت لهم روابط مشابهة تدعو للخروج من القطاع والنجاة من الإبادة الجماعية المستمرة التي تنفذها إسرائيل، عبر التسجيل في هذه المواقع الإلكترونية والتطبيقات.
رائد أبو السعيد ظهر له أيضًا إعلان ممول عبر موقع "فيسبوك"، تابع لأحد المحامين ويدعى أحمد مأمون، يدعو فيه للتسجيل من أجل مغادرة قطاع غزة إلى كندا، عبر الحصول على تأشيرة إنسانية، بعد تقديم طلب عبر تطبيق "واتساب" والتواصل المباشر معه.
بمجرد تواصل أبو السعيد مع المحامي عبر رقم "الواتساب"، تلقى رسالة مثبتة تحتوي على متطلبات التسجيل لمغادرة قطاع غزة.
وتضمنت هذه المتطلبات، حسب ما اطلع عليه أبو السعيد وأكده لـ"الجزيرة نت"، الاسم الكامل، الرقم الوطني، رقم الهاتف، عدد أفراد الأسرة، مكان الإقامة، المؤهل العلمي، وقيمة الخسائر المادية الناتجة عن الحرب.
كما تضمنت التعليمات التي وضعها المحامي وعودًا بالسفر خلال 60 يومًا من تاريخ تقديم الطلب، شريطة استيفاء جميع الشروط والمتطلبات، مع إعداد ملف خاص لكل فرد أو عائلة.
وإلى جانب الأغا وأبو السعيد، ظهرت للفتاة مرح معمر أثناء تصفح حسابها في "فيسبوك" دعوة عبر برنامج يدعو سكان غزة للتسجيل للسفر، مقابل تلقيهم مبلغًا ماليًا قدره 10 آلاف دولار.
وقد لفت الرابط انتباه معمر، فدخلت إليه ليتم نقلها إلى موقع إلكتروني فيه عدد من التعليمات للراغبين في التسجيل للسفر خارج غزة، من أبرزها أن تكون العائلة مكونة من 4 أفراد أو أكثر، وأن توافق على أي دولة يتم تسفيرها إليها.
وشملت تعليمات الموقع أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستقوم بنقل المسجلين المقبولين من مكان محدد داخل قطاع غزة إلى معبر كرم أبو سالم، وأن كافة الخطوات المتبعة تتم بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعتمدة.
ويتضح لمعد التحقيق، من خلال تتبع هذه الروابط والتطبيقات والمحامين المجهولين، أن هناك ضخًّا متواصلًا وكثيفًا لدعوات الهجرة من القطاع طوعًا عبر التسجيل في هذه المنصات.

إدارة للهجرة
ظهرت هذه الحملة بعد وقت قصير من إعلان وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن إنشاء إدارة خاصة تعنى بالمغادرة الطوعية لسكان غزة، مع تأكيد إسرائيل التزامها بالمقترح الأميركي القاضي بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه.
وتركز مهمة هذه الإدارة، وفق بيان رسمي صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي في فبراير/شباط 2025، على تمكين الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة طوعًا، تنفيذًا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد وافق مجلس الوزراء الأمني "الكابينت" في حينه على تشكيل هذه الإدارة لتنظيم "النقل الطوعي" لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة، وذلك وفقًا للقانونَيْن الإسرائيلي والدولي، ووفقًا لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما أعلنه وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

زر الذهاب إلى الأعلى