الاحتلال الإسرائيلي يعلن الحدود مع مصر منطقة عسكرية مغلقة

عمان1:أعلن وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، عن حزمة إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة على طول الحدود مع مصر، ردا على ما وصفه بـ"خطر داهم" بتهديد الأمن. 
القرار الأبرز والأكثر حساسية تمثل في توجيه كاتس لجيش الاحتلال بتحويل المنطقة الحدودية المشتركة بأكملها إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، في خطوة تهدف بشكل واضح إلى منح القوات مرونة عملياتية مطلقة بعيدا عن أي قيود.

سياق التهديد المتغير
هذه القرارات، التي أوردت تفاصيلها صحيفة "يسرائيل هيوم"، لم تأت من فراغ.
فهي تأتي في أعقاب ما وصفته تقارير أمنية بـ"تزايد ملحوظ" في استخدام الطائرات المسيرة بحسب الصحيفة العبرية.
وبحسب تقييم الاحتلال، تستخدم هذه الطائرات في عمليات تهريب "متطورة" وعالية التقنية عبر الحدود، وهو ما يمثل، من وجهة نظرهم، "تحولا نوعيا" في طبيعة التحديات الأمنية على هذا المحور الحدودي الهادئ نسبيا. 
هذا التطور يعني أن أساليب التهريب التقليدية تفسح المجال لتهديدات جوية يصعب رصدها والتعامل معها بالوسائل المعتادة.

"إعلان حرب" على التهريب الجوي
التفاصيل التي رشحت من مداولات أمنية تشير إلى "تغيير جوهري" في العقيدة الأمنية لدى الاحتلال تجاه هذه الظاهرة لم يعد الأمر يعامل كنشاط جنائي أو تهريب تقليدي، بل تم رفعه إلى مستوى أعلى بكثير.
فقد اتفق وزير الحرب بشكل كامل مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) على ضرورة إعادة تصنيف عمليات تهريب الأسلحة عبر المسيرات تحديدا، واعتبارها "تهديدا إرهابيا" مكتمل الأركان.
هذا التصنيف الجديد لا يعد مجرد تغيير في المصطلحات، بل هو تحول إجرائي يمنح الأجهزة الأمنية صلاحيات أوسع بكثير للتعامل مع هذا الخطر المستجد.
وتشمل هذه الصلاحيات، بحسب ما سرب، التصريح باستخدام "القوة الفتاكة بشكل استباقي" لمواجهة هذه الأنشطة، وهو ما يعني السماح للقوات بإسقاط أي طائرة مسيرة مشبوهة والتعامل مع مشغليها بحزم فوري.
وفي تصريحات نقلتها الصحيفة، أطلق كاتس ما يشبه "إعلان حرب" على هذا النوع من العمليات، قائلا: "أعلن الحرب على عمليات التهريب عبر المسيرات على حدودنا مع مصر".
وشدد الوزير على أن "الوضع الحالي يشكل خطرا على أمن الدولة ولا يمكن أن يستمر"، مؤكدا بذلك حتمية الرد الحازم والعنيف لإنهاء هذا التهديد.

ترحيب يميني وتداعيات سياسية
ولاقى القرار ترحيبا فوريا من قبل الشركاء في الائتلاف الحكومي. وسارع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى تهنئة كاتس (الذي وصفه بن غفير بـ "وزير الأمن") على الخطوة.
وقال بن غفير في بيان: "أهنئ وزير الأمن يسرائيل كاتس، على القرار المهم بإعلان الحدود مع مصر منطقة عسكرية مغلقة — انطلاقا من قناعة بأن عمليات التهريب التي تجري هناك تستخدم لأغراض إرهابية".
وأضاف: "الوزير كاتس يجسد رؤية أمنية حازمة، خروجا عن المفاهيم التقليدية ونظرة واقعية وصحية إلى الواقع. أحسنت".
وعلى الصعيد العملي، سيفرض قرار "المنطقة العسكرية المغلقة" قيودا صارمة جدا على أي حركة في محيط الشريط الحدود

زر الذهاب إلى الأعلى