الخيانة مهنة

الخيانة مهنة / خالد محمد النوباني لم تتوقف الأمور على ان الخيانة وجهة نظر بل تعدتها الى ان الخيانة مهنة. الخيانة عند منبع الخيانة هي وجهة نظر أما عند المتكسبين فهي مهنة. و مهنة مربحة أيضا. أصبحوا يفتحون بيوتهم للعملاء الأجانب لكي يقضوا وقتهم و يعدوا انفسهم للإنطلاق في مهماتهم خارج الحدود و داخلها بدون حسيب او رقيب. لم يعد هناك شيء اسمه أمن بل تصفية حسابات هنا و هناك بين من تقاسموا الغنائم. العين الساهرة اصبحت تغط في نوم عميق عن القضايا الكبرى و تفتح واسعا لمن همس او نبس ببنت شفة هنا او هناك. لم تعد الجاسوسية مهنة للخفاء. فيستطيع اي واحد تعبئة طلب على الانترنت يطلب فيه ان يكون جاسوسا, و هي بذلك اصبحت تجارة تخضع للعرض و الطلب. بثمن بخس تستطيع تأمين بيت آمن للجواسيس فيه كل شيء حتى عائلة محترمة تخدمك. التنسيق الأمني مقدس. التعاون الأمني مقدس. تعددت الأسماء و المسمى واحد (الخيانة مقدسة). تسللوا تحت الجلد و داخل العظم فلا نستطيع التخلص منهم و اصبحوا هم السلطة المطلقة. الاتهامات تلقى يمينا و يسارا لكن ليس الى المتهم الحقيقي الذي يقبع في كل تفاصيل الصورة. يقبعون في مكاتبهم ينتظرون الأوراق لكي تهل عليهم فلان حكى و علنتان قال. الكلمة لها محاكمة و قضاء و سجن و اهانة اما الخيانة فلها المدافعون عنها و كل الاحترام و التبجيل و التقدير و الفرص المتتالية. قد يجني الخائن بعض المال و لكنه ليس المال الكافي لكي يتقاعد عن خيانته فيبقى مربوطا و معوزا الى اسياده لكي يخدمهم اكثر و اكثر, ان مهنته صنو مهنة الزانية من حضن الى حضن و من فقر الى فقر. لا توجد نهاية مشرفة لخائن. المذنبون الصغار تطؤهم الأقدام اما المتكسبين الكبار فتحملهم الاعناق. لن اقول ان الخونة مصيرهم الجحيم لكي لا اتهم بالتكفير فهم يصلون و لهم وردهم من القرآن و لا يرون اعانتهم لهؤلاء المتحضرين الذين يدخلون بيوتهم بين الحين و الآخر سوى (عمولة) و ليس (عمالة).

زر الذهاب إلى الأعلى