محمد السادس يؤكد دعمه للوصاية الهاشمية على المقدسات

عمان1:أكد الملك محمد السادس على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية، التي يتولاها الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ودورها الرئيس في حماية هذه المقدسات، وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وخصوصا المسجد الأقصى / الحرم الشريف، وعلى دور إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية، باعتبارها السلطة القانونية الوحيدة على الحرم، في إدارته وصيانته والحفاظ عليه، وتنظيم الدخول إليه.

من جهته، أشاد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بالجهود المتواصلة التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لنصرة المدينة المقدسة، وثمن عاليا المشاريع والبرامج التنموية التي تنفذها، تحت إشراف جلالته، وكالة بيت مال القدس الشريف من أجل دعم صمود المقدسيين.

وأكدا من منطلق مسؤوليتهما المتمثلة في رئاسة لجنة القدس والوصاية الهاشمية، على أن الدفاع عن القدس ومقدساتها وحمايتهم من كل محاولات تغيير وضعهم التاريخي والقانوني والسياسي، ومعالمهم الدينية والحضارية الإسلامية والمسيحية، أولوية قصوى للمملكتين الشقيقتين.

وفي هذا الصدد، جدد المغرب والأردن دعمهما الكامل للشعب الفلسطيني لاسترجاع جميع حقوقه المشروعة وتمكينه من إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، انطلاقا من العناية اللامتناهية التي يوليانها للقضية الفلسطينية، حيث جاء ذلك في بيان مشترك، توج زيارة الصداقة والعمل التي قام بها، يومي 27 و 28 مارس الجاري، الملك عبد الله الثاني للمغرب، تلاه السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره الأردني، السيد أيمن الصفدي .

كما عبرا عن رفضهما لجميع الخطوات والإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم والوضع الديمغرافي، والطابع الروحي والتاريخي في القدس الشرقية، وخصوصا في المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.  

فيما يخص العلاقات الثنائية، قرّر البلدان الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون بينهما إلى مستوى شراكة استراتيجية متعددة الجوانب، حيث اتفق صاحبي الجلالة، خلال لقائهما يومه الخميس بمدينة الدارالبيضاء، على إرساء مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة والفلاحة /الزارعة والسياحة، وعلى أن تقوم بعثة اقتصادية مغربية ، تضم ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجموعة المهنية لبنوك المغرب بزيارة إلى الأردن، لبحث فرص الاستثمار والتعاون بين الفاعلين في القطاع الخاص في البلدين.  
 
وارتباطا بهذا الموضوع، أعطى الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامة مركز للتكوين/ التأهيل المهني في المملكة الأردنية الهاشمية في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العمومية، ولمشاركة تجربة المملكة المغربية مع الأردن في مجال إدارة الموارد المائية.

إلى ذلك أبرز البيان أن زيارة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للمغرب، تأتي تأكيدا للوشائج الموصولة والمودة الصادقة التي تربط العاهلين الكريمين، وتجسيدا لنهج التشاور المستمر والتنسيق الدائم بينهما، وترسيخا لقيم التضامن الفاعل بين المملكتين الشقيقتين، مشيرا إلى أن قائدي البلدين أجريا مباحثات معمقة حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسجلا بارتياح تطابق وجهات نظرهما بشأنها. 

وهكذا، شدد المغرب والأردن على ضرورة إنهاء الأزمة السورية عبر الحل السياسي ووقوفهما إلى جانب العراق في عملية إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار، حيث أكدا على ضرورة وجود دور عربي فاعل وتكاتف الجهود لإنهاء الأزمة السورية، عبر حل سياسي، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها في منظومة العمل العربي المشترك، ويوجد الظروف الكفيلة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة إعماره.
  
وبهذه المناسبة، نوه الملك محمد السادس بالمجهود الكبير الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية في استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين على أراضيها، داعيا إلى تكثيف الدعم لها لمواصلة هذا الواجب الإنساني، ومؤكدا أنه من هذا المنطلق، جاءت المبادرة التضامنية المغربية المتمثلة في إقامة المستشفى العسكري الميداني في مخيم الزعتري بالأردن، منذ سنة 2012.
 
كما أكد العاهلان أنه، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، فإن الجولان أرض سورية محتلة، وقرار إسرائيل ضم الجولان المحتل هو قرار لا شرعي وباطل، ويشكل خرقا لقرارات الشرعية الدولية، وخصوصا قرارات مجلس الأمن.
   
وبخصوص العراق، سجل القائدان بارتياح الانتصار الذي حققه العراق بتضحيات كبيرة، على تنظيم (داعش) الإرهابي، مؤكدين وقوف البلدين إلى جانبه في عملية إعادة الإعمار وتثيبت الاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى