البحر الميت نحن لا نفتدي الكراسي و المناصب
البحر الميت نحن لا نفتدي الكراسي و المناصب/ خالد محمد النوباني/ نحن لا نفتدي الكراسي و المناصب بالأرواح يا سادة. هل اكتفيتم من الغنيمة بالإياب؟ هل قيمة ارواح ابنائنا الذين قضوا في كارثة البحر الميت هي قطعتي ورق مقدمتان عليهما استقالة وزيرين. ان هذا تحصيل حاصل في مثل هذه الفواجع. من أنتم؟ من نحن؟ من هؤلاء الأطفال؟ الجريمة و أكرر (الجريمة) واضحة. كان يجب ان لا يصل هؤلاء الأطفال الى ذلك المكان بموجب كتب صادرة عن وزارة الداخلية و تم تجاهلها. هل تبقى وزارة الداخلية مرتعا لأولاد الذوات الذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم و لا من خلفهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. هذه منطقة خطرة اعرف ذلك! لكن خطورة ان يتعرض ابناؤنا للموت نتيجة الجهل بمتطلبات المنصب هو اخطر من الخوض بازعاج اولاد الذوات الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. المسؤولية يجب ان تكون جنائية يا سادة و ليست اخلاقية او سياسية. استقالة وزيرين ليست شيئا. انه ليحزنني و يؤلمني ان ارى اهالي الضحايا يستجدون العدالة عند اعتاب الديوان الملكي. و انا اعرف ان القضية قد طويت. اللجان التي شكلت كانت رمزية و صورية. لأن القضايا كانت منظورة امام القضاء و هذا اقصى ما يمكن ان يحدث. اذا كان لكم و للضحايا حقوق فتلك هي المحاكم مفتوحة الأبواب امامكم فانطلقوا و خذوا حقوقكم. كل التقصير الذي حدث لا يعاقب عليه القانون بدءا بالسماح بالرحلة و انتهاءا بتسليم جثامين الضحايا. نحن في دولة الموظفين و ليس دولة المؤسسات و القوانين. و القائمون على التنفيذ لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم و لا من خلفهم. كيف يمثل عامل مشرحة امام القاضي اذا كان الطبيب هو المقصر. كيف يمثل محافظ امام القاضي اذا كان وزير الداخلية هو المقصر. و اعيد هنا: كيف يمثل محافظ سمح بدخول اطفال الى منطقة محظورة امام القاضي. هذه ليست دولة قانون و مؤسسات. هذه دولة لعب و لهو و تسلية لأبناء الذوات الذين ينزلون على المناصب بالبرشوتات. ليس عندهم وقت لقراءة الورق فكيف بفهم ما يحتويه. اذا اشتريت حرف الدال و وضعته مع نقطة امام اسمك فهذا لا يعني انك اصبحت دكتور. لماذا لا يتحمل وزير الداخلية مسؤولية اخلاقية و يقدم استقالته. لماذا لا يتحمل الحاكم الاداري مسؤولية اخلاقية و يقدم استقالته. و السؤال الاخلاقي في كل ما سبق هو: أين المسؤولية الجنائية؟