البشير يكمل صورة زعماء العرب المخلوعين
عمان1:بعد الإعلان عن الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير اليوم، الخميس، في انقلاب عسكري، تنطوي صفحة من تاريخ حكام عرب، جمعتهم صورة في إحدى اللقاءات، وقف فيها حسني مبارك، ومعمر القذافي، وزين العابدين بن علي، وعلي عبد الله صالح، وعمر البشير.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع زعماء عرب مخلوعين، وكانت المناسبة وراء الاهتمام بهذه الصورة، الأحداث الجارية في السودان، بعد الإطاحة بالبشير في انقلاب عسكري، حيث انضم البشير اليوم إلى رفاقه الآخرين، ليصبح معزولاً مثل زميله في تونس زين العابدين بن علي وفي مصر حسني مبارك.
واللافت أن من بين الزعماء العرب الخمسة، كان مصير القذافي الأكثر مأساويا، يليه علي عبد الله صالح، حيث قتل الأول بطريقة شنيعة نهاية الأحداث الدامية في بلاده عام 2011 في ظروف لا تزال غير واضحة حتى اليوم، بينما قتل عبدالله صالح في اشتباكات أثناء خروج موكبه من العاصمة صنعاء بعدما قصف الحوثيون منزله.
زين العابدين بن علي
بعد ثلاثة وعشرين عاما قضاها في السلطة، غادر الرئيس زين السابق العابدين بن علي تراب تونس، يوم 14 يناير 2011. عقب شهر من المظاهرات التي قمعت بعنف، مع زوجته واثنين من أولاده، تجاه مدينة جدة السعودية، ومنذ ذلك الحين، صدر بحقه عدد من طلبات تسليم المجرمين ومذكرة توقيف دولية، كما صدر أيضا ضد الديكتاتور السابق أحكام مختلفة غيابيا بالسجن (35 عاما بتهمة الاختلاس، السجن مدى الحياة لقمع الاحتجاجات).
وتحت اسم الضيافة ورحمة الإسلام وعلاقاته الجيدة بالعائلة المالكة في السعودية أيام حكمه، يعيش زين العابدين بن علي في هدوء نسبي داخل المملكة العربية، ولم يظهر رئيس الدولة السابق بشكل علني أو الإدلاء بأي بيان، فخلال 8 سنوات، سمح فقط لمحاميه بالتحدث باسمه، من أجل دحض أو الطعن في التهم الموجهة ضده.
محمد حسني مبارك
عقب أقل من شهر على مغادرة بن على الحكم، سقط حسني مبارك في مصر وتحديدا في 11 فبراير 2011 بعد أن أمضى ثلاثة عقود في سدة الحكم، وفرضت عليه اﻹقامة الجبرية في مدينة شرم الشيخ وسريعا مثل أمام القضاء، لكنه أصيب بنوبة قلبية في أبريل 2011، ونُقل إلى مستشفى عسكري بالقاهرة.
وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لضلوعه في مقتل المئات من المتظاهرين، قبل أن تخفف المحكمة التهم الموجهة إليه. وبعدها أمرت محكمة النقض بإعادة التحقيق في القضية، ولكن بسبب سوء حالته الصحية، لم تنعقد ويتم تأجيلها مرة تلو اﻷخرى.
وبعد 8 سنوات من رحيله لا يزال حسني مبارك يعيش اليوم في جناح بالمستشفى العسكري بالقاهرة، كما أن هناك قضية متهم فيها باختلاس أموال عامة (أكثر من 10 مليون يورو)، والتي حكم فيها عليه بالسجن ثلاث سنوات جنبا إلى جنب مع ابنيه علاء وجمال اللذان أفرج عنهما في أكتوبر 2015 بعد أن قالت المحكمة إنهما قضا العقوبة خلال فترة احتجازهما، ومثل هؤلاء، كثير من رجال نظام مبارك، الذين بدأوا يردون اعتبارهم شيئا فشيئا، في ظل الدعم المتصاعد من قبل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد.
معمر القذافي
وفي صيف 2011 وبعد 6 أشهر من العنف، سقطت العاصمة اللبيبية في أيدي المتظاهرين، واضطر العقيد معمر القذافي إلى الهروب بعد أربعين عاما في الحكم، ويوم 9 سبتمبر، أصدر الإنتربول مذكرة توقيف دولية ضد الديكتاتور الليبي.
وفي 20 اكتوبر 2011 حوصر القذافي وألقي القبض عليه ثم قتل في ظروف لا تزال غير واضحة حتى اليوم، وبعد 8 سنوات، ما زالت ليبيا بعيدا عن الالتئام.
علي عبد الله صالح
وفي اليمن، ازداد ضرام الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت شرارتها في الثالث من فبراير 2011، وجاءت نهاية علي عبد الله صالح مأسوية بعد تعرضه للاغتيال وعرض جثته على المشاع ووضعها في صندوق سيارة في مشهد أقرب لاغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي بعد 6 سنوات علي الواقعة.
وفي الثالث من يونيو 2011 تعرض صالح لمحاولة اغتيال عندما تعرض مسجد بمجمع رئاسة الجمهورية بصنعاء لانفجار خلال قيامه بالصلاة هناك مع عدد كبير من المسؤولين، أُصيب خلالها إصابات بالغة نُقل على إثرها إلى السعودية للعلاج حيث خضع لعدة عمليات جراحية.
عمر البشير
آخر ضحايا الصورة هو الرئيس السوداني عمر البشير الذي أطاح به الجيش السوداني اليوم 11 ابريل 2019، في انقلاب عسكري، حيث أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف اليوم الخميس في بيان للجيش، "اقتلاع النظام" والتحفظ على الرئيس عمر البشير "في مكان آمن"، كما أعلن تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجرى في نهايتها انتخابات، وهو ما اعتبرته المعارضة السودانية انقلابا عسكريا.