المستوطنون يواصلون استهداف المقامات الدينية التاريخية لـ (ترانسفير) جديد
عمان 1 : شن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء، حملة دهم وتفتيش تخللها اعتقال العديد من الشبان بالضفة الغربية، فيما واصلت مجموعات من المستوطنين تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين واقتحام المواقع الأثرية وتأدية صلوات تلمودية.
وتركزت الاقتحامات والاعتقالات في محافظات بيت لحم، ورام الله ونابلس، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في مدينة نابلس، فيما اعتقل جنود الاحتلال 6 شبان جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.
وبموازاة ذلك، قام مستوطنون بالاعتداء على عائلة فلسطينية وتدمير سور حماية حول منزل في منطقة تل الرميدة وسط الخليل. وهاجم المستوطنون عائلة أبو عيشة خلال عملية تشييد السور، فيما قيام جنود الاحتلال بقص الأعمدة الحديدية للسور لمنع بناء السور.
وفي سياق اعتداءات المستوطنين، اقتحم آلاف المستوطنين بساعات الفجر، بلدة كفل حارس شمالي مدينة سلفيت، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة المقامات التاريخية، بحماية أمنية مشدّدة من قبل قوات الاحتلال.
وذكر مواطنون، أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت البلدة عقب انتشار قوات كبيرة من جيش الاحتلال في أحياءها واعتلاء أسطح عددا من منازلها وإغلاق مداخلها ونصب حواجز عسكرية.
ومنعت قوات الاحتلال، المواطنين من التحرك في المنطقة، بحجة تأمين اقتحام المستوطنين، الذين وصلوا بعدة حافلات لكفل حارس، لأداء طقوس تلمودية في ثلاثة مقامات دينية بالبلدة. وأفاد بيان صادر عن جيش الاحتلال، بأن قواته أمنت الحماية اقتحام 8 آلاف مستوطن لبلدة كفل حارس لأداء طقوس تلمودية في عدد من المقامات بالبلدة.
ويقوم المستوطنون بشكل متكرر باقتحام بلدة كفل حارس، بذريعة وجود قبورٍ يهودية فيها، في حين أنها مقامات إسلامية صوفية تاريخية. وتعود أسباب الاستهداف للمقامات الدينية التاريخية، إلى أغراض استيطانية بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني، بادعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان، تمهيدا لطرد المواطنين الفلسطينيين.
وتعرف بلدة كفل حارس بكثرة الآثار الدينية، وتضم قبور عدد من الأنبياء مثل «ذو الكفل»، و»يوشع بن نون» التي تقع وسط البلدة، بالإضافة لمقامات تاريخية مثل قبر «ذي اليسع»، و»بنات يعقوب» والمعروف بـ»بنات الزاوية»، فضلا عن خربة تعرف باسم «دير بجال». يذكر أن المستوطنين يعمدون عادة إلى اقتحام مساجد ومقامات دينية إسلامية لتأدية طقوس دينية فيها، واستفزاز مشاعر المواطنين الفلسطينيين وإثارة الشغب فيها، في محاولة لتبرير فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على تلك المواقع.
كما أقدم مستوطنون من عصابات «تدفيع الثمن» فجر أمس الأربعاء، على قطع أكثر من 150 شجرة زيتون في قرية برقة شرق رام الله. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين من بؤرة «عتساف» الاستيطانية، المقامة على أراضي القرية، هاجموا حقول الزيتون، وشرعوا بتقطيع الأشجار بحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي.
من ناحية ثانية قالت ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، إن الاعتراف بدولة فلسطين متروك لمبادرة الدول الأعضاء في الاتحاد. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية النرويجية، إيني ماري إريكسن سوريد، قبيل اجتماع يعقده مانحون دوليون، في بروكسل، لبحث دعم السلطة الفلسطينية.
وأشارت موغريني أن اتفاقية أوسلو (عاصمة النرويج) للسلام مر على توقيعها أكثر من 25 عامًا، دون أن يتحقق الهدف منها، جراء مواصلة إسرائيل سياسة الاستيطان، وعدم تحقق وحدة الصف الفلسطيني. وأضافت: «يمكننا القول بوضوح، توجد دولة إسرائيل، ولكن الدولة الفلسطينية لم تتأسس بعد، والاعتراف بها متروك لمبادرة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي». وأكدت المسؤولة الأوروبية أن الاتحاد يعمل على تنفيذ «أوسلو» وتحقيق حل الدولتين للصراع؛ محذرة من خطر «اضمحلال» الآمال بتحقيق ذلك الهدف.
في سياق آخر، افتتحت، مساء الثلاثاء، أعمال الكنيست الحادي والعشرين بمراسم احتفالية شهدت تصريحات متكررة صدرت عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو حول «تطور علاقات إسرائيل مع المحيط العربي المعتدل»، وتضمنت الجلسة كذلك أداء اليمين القانونية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية إعادة انتخاب معسكر اليمين الذي يحظى بالأغلبية (65 من أصل 120 مقعدًا)، يولي إدلشتاين (ليكود)، رئيسا للكنيست، للمرة الثالثة على التوالي، وذلك فور الانتهاء من أداء اليمين القانونية.
وتتشكل الكنيست الجديدة من 11 قائمة، ومن بين أعضاء الكنيست الـ120، 48 نائبا جديدا، و29 امرأة، علما بأن الدورة السابقة للكنيست شهدت مشاركة 35 امرأة. وفي الجلسة الافتتاحية للكنيست الحادية والعشرين، قال نتنياهو، إن «الربيع العربي لم ينته بعد وعدم الاستقرار لا يهدد منطقتنا فقط، ومع ذلك، فإننا نخلق تحالفات جديدة وأملًا جديدًا في إقامة علاقات سلمية مع العديد من الدول العربية المجاورة».
وأضاف نتنياهو أن «جلسة الكنيست الجديدة تعد يوم عيد تطغى عليه روح (الشعب) الذي حسم الأمر في انتخابات ديمقراطية، وكلفنا بمهمة العمل باسمه». وتابع «سنواصل العمل باسم (الشعب) الإسرائيلي دون استثناء، نحن على دراية واسعة بحجم التحديات التي تنتظرنا».
وتطرق ريفلين إلى هجوم معسكر اليمين على جهاز القضاء الإسرائيلي، وقال «لا يمكنني أن أنهي أقوالي من دون أن أطلب منكم التوقف عن الصدام الخطير بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية. أنا أتمنى بأن تقوم الكنيست الـ21 بالمهمة التاريخية وتقر قانون أساس التشريع حتى يكون ركيزة للدستور الإسرائيلي المستقبلي».(وكالات)